وقعت أحداث هذه القصة في مدينة الموصل بالعراق، في عشرينيات القرن الماضي، حيث عانى المواطنون من حصار شديد، اضطر الناس خلاله إلى أكل الكلاب والقطط والغربان وما إلى غير ذلك، إلا أن زوجان قررا أن يكفا عن تناول الحيوانات، وقررا تجربة لحوم البشر!
بدأ الزوجان اللذان كانا يعرفان باسم "عبود وزوجته"، في عام 1917، أول الأمر بأكل امرأة عجوز، إلا أنهما لم يستسيغا طعمها نتيجة كثرة الدسم في لحمها، مما أدى بهما إلى التقيؤ، ففكرا، من وحي الزوجة، بأن يأكلا طفلا، فقاما باختطاف طفل وقامت الزوجة بطبخه، وعندما تناولا رأس الطفل، استساغوا الطعم وتلذذوا به مما حدا بهما إلى افتتاح مطعم صغير يبيعان فيه لحم الرأس أو ما يسمى بالعراق "القلية".
من البشاعة أن أشرك الزوجين ولدهما الصغير في عميلة سلب الأطفال، حيث يقوم بجلبهم إلى المنزل، واللعب معهم ثم يقوم والداه بقتل وطبخ الطفل وكانا بعد أن يفرغا الجمجمة من الدماغ يجمعونها في حفرة قريبة من المطعم.
اكتشف أمر الزوجين حين عثر أحد الزبائن بالصدفة على الحفرة المليئة بالجماجم، وكان ذا خبرة في الجزارة فاستبين من خلال خبرته أن ما يوجد في الحفرة من عظام هي بشرية وليست لحيوانات مما حدا به أن يبلغ عنهما إلى السلطات الحاكمة وقت ذاك فالقوا القبض عليهما.
.................................................
وقد حكمت المحكمة على عبود وزوجته بالإعدام شنقاً، وفي صباح يوم الإعدام ركبا على حمارين وسيقا إلى ميدان باب الطوب بالموصل حيث نصبت مشنقتان لهما، وكان الناس في الطريق يبصقون عليهما ويشتمونهما ويضربونهما، وكان عبود يرد الشتيمة على الناس بمثلها ويضيف عليها شتم الحكومة إذ كان يعتبرها المسئولة عما حدث، وتجمهر الناس في الميدان ليشهدوا شنقهما، ويحكى أن امرأة كانت تنهش أقدام الزوجة إلى أن قطعت أصابع قدمها وهي تصرخ قائلة : "لقد أكلا ثلاثة من أولادي".