مرحبا بكم زوارنا الكرام يسعدنا أن نقدم لكم الليلة قصة جميلة جدا من قصص أشعب، قصة مفيدة ورائعة جدا، من بالعالم مايعرف أشعب لدى نقدم لكم اليوم بعض نوادره المضحكة من خلال موقع قصص وحكايات ، وللمزيد من القصص العربية الرائعة يمكنكم تصفح: قصص عربية ؛ نتمتى أن تنال قصة من نوادر اشعب إعجابكم.
أشعب والجائزة الكبرى
عكف أشعب على قراءة الشعر وحفظه حتى استطاع أن يبدع قصيدة جيدة، ثم ذهب من فوره لكي ينشدها للولي، تعجب الولي عندما رأى أشعب أمامه ومعه بعض الأوراق، وقبل أن يتكلم الولي سبقه أشعب قائلا، أرجو ان تسمح يا مولاي، بأن أنشدك قصيدة را~عة الجمال، سوف يحفظها الزمان، وتتغذى بها كل الأجيال.;ضحك الولي بشدة وقال في استغراب : ومنذ متى وأنت تكتب يا أشعب؟ لقد عهدناك تتطفل على موائد الطعام ، أما أن تتطفل على الشعر فهذا أعجب ما سمعناه...لكن أشعب كان مصرا على إنشاد قصيدته على مسامع الولي والحاضرين.
كاد الحاضرون في مجلس الولي ينفجرون من شدة الضحك، وهم يسمعون هذا النبأ الغريب، لكن الولي اشار عليهم بالسكوت وقال : أعطاه فرصة لكي ينشد قصيدته, وعلى الفور أخذ أشعب يقول : + أنت كالنجم في السماء أنت كالشمس كالضياء + أنت وال وعبقـــــري ومثال للتفوق والذكـاء.. وعلى الرغم من ضيق الولي بأشعب في أول الأمر، إلا أنه في غاية السعادة والبهجة، وهو يسمع هذه القصيدة التي تصفه بما ليس له ، وفي نشوة الفرحة نادى الوالى كاتبه الخاص، وأمره بأن يمنح أشعب جائزة كبيرة قدرها عشرة آلاف درهم، ولم يصدق أشعب وهو يسمع هذه المفاجأة، فأنشد يقول :+ الإسم مسرور والفعل مسرور وأنت على الأعداء منصور .. كانت الفرحة تكاد تقفز من وجه أشعب، ولما راه الولي على هذه الحال قال لكاتبه :لقد أمرنا أن تزيد الجائزة إلى عشرين ألف درهم مادام هذا يسبب سعادة وبهجة أشعب، ولم يمتلك أشعب نفسه وكاد يغميعليه من هول المفاجأة، فأنشد يقول :
أنت الطبيب لكل داء يامنقد الفقراء والضعفاء
أنت القريب لكل نفس في الإصباح وفي الإمساء
وبعد أن انتهى أشعب من إلقاءقصيدته، أقبل على الولي يشكره على واسع كرمه وعظيم إحسانه، فلما رأى الولي منه ذلك التفت إليه قائلا : ما دمت أراك سعيدا، فإنني قد أمرت أن تزداد الجئزة إلى أربعين ألف درهم. كاد أشعب يموت من شدة الفرحة، ولم يصدق أذنيه وهو يسمع الوالي يأمر له بجائزة كبيرة إلى هذا الحد، فأقترب منه قائلا : يا لك من والٍ كريم، وصاحب سلطان عظيم، أدعو الله أن يثبت ولايتك ويمن بالصحة والعافية عليك وعلى ذريتك ! ولم يلبث أشعب أن انصرف إلى سبيلهبعد أن دعا للوالي، بعدها أقبل الكاتب على الوالي قائلا في دهشة : ماهذا يامولاي ؟ إن أشعب هذا كان يكفيه أربعون درهما ، ويكون بذلك في غاية السرور، فكيف تأمر له بأربعين ألف درهم ؟
ابتسم الوالي ابتسامة ساخرة وقال لكاتبه : وهل صدقت أنني سأعطيه شيئا أيها الأحمق ؟ أظهر الكاتب الجدية ثم تساءل قائلا : وهل من عودة في وعدك يا مولاي، إن أوامرك يجب ان تطاع ؟ ضحك الوالي بصوت مسموع وقال : يا أحمق إن أشعب قد أسعى بكلام فحسب، وكان علي أنا أيضا أن أسعده بالكلام.. ثم أضاف قائلا : مع العلم بأن معظم المعاني التي قالها، ليست له فضل فيها، إنما نقلها عن الشعراء ثم أدعى أنها من تأليفه ! وفي سخرية قال الوالي لقد زعم أشعب أنني كالنجم في السماء، وأنني وال عبقري، وأنني الطبيب لكل داء...وأنني...وأنني...أليس كذلك ؟ اجاب الكاتب : بلى يا مولاي وفي لهجة قاطعة قال الوالي : أرأيته حين زعم أنني كذلك - أنني حملت من ذلك شيئا أرجع به لاولادي؟ ضحك الكاتب وعلا صوته بالضحك وقال : هذه هي بضاعة الشعراء يا مولاي لا يملكون سواها.
ثم عقب بقوله : إن كل ما أمرت به فهو عين الصواب يامولاي، قول بقول، وهذا هو عين العدل والإنصاف : أجل أيها الكاتب فلا يصح أن يكون كاذبا ونقبله بالصدق، كما أنه لا يعقل أن نجازيه على مجرد الكلام بالأعمال والأفعال، فهذا هو الخسران المبين... وعلى الجانب الأخر كان أشعب المسكين يأوي إلى فراشه، وهو في حالة ذهول ونشوة لا يكاد يصدق نفسه، ونام وهو يحلم بهذه الجائزة الكبرى التي ستكون حلا لكل مشاكله. وفي نفس الوقت كانت لديه النية الأكيدة لكتابة قصيدة جديدة ينشدها للوالي وهو يتسلم الجائزة .