الحسد والعين
الأطفال بالحسد والعين كما هو الوضع نحو الكبار، فبعض الأطفال يمتازون بصفات جسديةٍ أو سلوكيات فريدة عن غيرهم من الأطفال الأمر الذي يجعلهم عرضةً للملاحظة من بعض الأفراد، وربما أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العين والحسد حق وهما موجودان في حياة بعض الناس، ومنها ما يكون بغايةٍ أو بغير غايةٍ، وفي ذلك الحين يأمل الحاسد زوال النعمة عن المعيون، الأمر الذي يسبب الأذى السيكولوجي والجسدي للفرد، ولكن من فضل الله سبحانه وتعالى أن أوجد طرقاً لتحصين النفس والغير للوقاية، وذكرها عليه الصلاة والسلام في حياته ونحن تعلمناها بفضل ما نقل إلينا من سيرته، ومن الأمثل أن يتعلم الأبوين أسلوب تحصين أطفالهم لحمايتهم، وسنقدم دعاء تحصين الأطفال أثناء ذلك النص.
أعراض إصابة الأطفال بالحسد والعين
تبدو بعض الأعراض والإشارات على الطفل نحو إصابته بالحسد أو العين ومنها:
- فزع الطفل خلال النوم، وعدم استحوازه على ساعات سباتٍ كافيةٍ.
- تناقص في وزن الطفل على نحو ملحوظ ومن دون داع، وضعف في بنيته.
- شحوب واصفرار في الوجه.
- خسارة الطفل لرغبته في الذهاب إلى المدرسة بعدما كان يحبها.
- ضياع الطفل الرضيع رغبته في شرب اللبن بصرف النظر عن عدم حضور أي إشارات غازات أو نفخ.
- بكاء الطفل بلا أي داعٍ.
- ضياع الطفل لرغبته في التعليم بالمدرسة.
- ظهور البقع على جسم الطفل.
دعاء تحصين الأطفال
وردت أحاديث مغايرة تروي استعمال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض الأدعية بهدف التحصين وعشان الشفاء من العين والسحر ومنها :
- روى البخاري (3371) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ : إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ )، وأحيانا يقول: أعيذكما بكلمات الله الكاملة من كل شيطان وهامة, ومن كل عين لامة.
- ورد عن السيدة عائشة وافق الله عنها أنه عليه الصلاة والسلام كان يمسح على الفرد العليل بيمينه ثم يقول( أذهب البأس رب الناس).
- في عصري البخاري: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ بعضهم يمسحه بيمينه أذهب البأس رب الناس.
- في حكاية لمسلم أن عائشة وافق الله عنها أن النبي كان ينفث على العليل من أهله بالمعوذات.
- في حكاية عن السيدة عائشة وافق الله عنها: كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يتعَوَّذُ بِهَؤلاءِ الكلِوافته المنيةِ (أذهبِ البأسَ ربَّ النَّاسِ واشفِ أنتَ الشَّافي لا شفاءَ إلَّا شفاؤُكَ شفاءً لا يغادِرُ سَقمًا)
- روى عبدالرحمن بن خنبش، عن النبي صلى الله عنه وسلم أنه أفاد (أتاني جِبريلُ ، فقالَ : يا مُحمَّدُ ! قُل ، قلتُ : وما أقولُ ؟ صرحَ : قُلْ : أَعوذُ بكلِلقي حتفهِ اللهِ الكاملَّاتِ ، الَّتي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجرٌ ، مِن شرِّ ما خلقَ ، وذرأَ ، وبرأَ ، و مِن شرِّ ما ينزِلُ مِن السَّماءِ و مِن شرِّ ما يعرُجُ فيها و مِن شرِّ ما ذرأَ في الأرضِ وبرأَ ومِن شرِّ ما يَخرجُ مِنها ، ومِن شرِّ فِتَنِ اللَّيلِ والنَّهارِ ، ومِن شرِّ كلِّ طارقٍ يطرُقُ ، إلَّا طارقًا يطرقُ بِخَيرٍ ، يا رَحمنُ).
- روى والدي سعيد الخدري أنَّ جبريلَ جاء النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقال : يا محمدُ اشتكيتَ ؟ فقال : نعم ، أفاد : بسمِ اللهِ أرقِيكَ من كلِّ شيٍء يُؤذيكَ ، من شرِّ كلِّ نفسٍ ، أو عينِ حاسدٍ ، اللهُ يشفيكَ ، بسمِ اللهِ أرقيكَ.
لهذا يمكن وضع اليد اليمنى على رأس الطفل وقراءة المعوذتين، وسورة الفاتحة، وقراءة الأدعية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقراءة آية الكرسي قبل السبات فهي تحفظ من الشيطان، وإذا كان الطفل في عمر يتيح له بالاستيعاب والحفظ فتعويده على الأذكار الصباحية والمسائية تفيده في التحصين.
ولكن يلزم على المحصّن أن يكون متوكلاً على الله سبحانه وتعالى وأن يوقن بأن تلك الأدعية لا تحمي طفله سوى بقدرته عز وجل، صرح تعالى في سورة الطلاق (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)، والإكثار من التسبيح وأوضح الله سبحانه وتعالى والتهليل وقراءة القرآن الكريم، والامتثال لأوامره عز وجل واجتناب تنواهيه، فهذه الموضوعات تبعد الأذى عن الفرد وأبنائه وأسرته.