روايات مضحكة تزيل الهموم |
ما أجمل الروايات وما أجمل سردها لأناس وسماعها من آخرين. وأحيانا كثيرة يتوق الفؤاد إلى سماع روايات مضحكه لتنجلي بضحكاتها الهموم وتُزال، والكثير من الروايات يحمل بطياته العبر والحكم المطوعة لمساعدة المتعظ بطريق حياته.
القصة الاولى:
رواية الولي الذكي:
بأحد الأزمنة القديمة، كان هناك والي ذكي يتصف برجاحة ذهنه وتدبره بجميع ظروف مملكته. وذات يوم قام بحيلة فطنة ليعطي جميع من بمملكته درسا، إذ أمر أتباعه بوضع صخرة كبيرة بمنتصف الطريق الأساسي لتسده. وأمر واحد من الكُتاب بالاختباء وراء شجرة كبيرة جدا بالقرب من الصخرة الموضوعة، وقيامه بتدوين تصرفات كل من يتجاوز بتلك الصخرة أثناء 48 ساعةٍ، ففي اليوم الأول مر بائع شهير للغاية بكافة الأرجاء، وعندما وجد البائع الصخرة انزعج كثيرا وأخذ يصيح عاليا مهددا ومتوعدا بأنه سوف يُعاقب الفاعل إثر فعلته الحمقاء، ورجع بواسطته مبتعدا عنها، فضحك الكاتب من تصرفه الأحمق لأنه لو معرفة أن الوالي سيعلم بفعلته لما صرح شيئا يندم عليه؛ وبنهاية اليوم الأول مر رجل يعمل بالبناء، وعندما اعترضت الصخرة سبيله، لعن حظه العسر، وايضاً عاد بواسطته وابتعد عن الصخرة، وفي صباح الثاني مر ثلاثة من الأصحاب اليافعين، فوجدوا الصخرة تسد الطريق، كل ما بدر منهم من تصرف أن سخروا من نسق مملكتهم وايضاً رجعوا عن طريقهم آخذين طريقا سهلا آخر؛ وبنهاية نهار اليوم الثاني مر فلاح فقير بالصخرة فتعجب من وضعيتها بمنتصف الطريق من دون أن يتفوه بكلمة واحدة، وعمد إلى إزاحتها عن الطريق حتى لا يتأذى أحدا، ولكنها من سوء حظه ثقيلة للغاية، ولكن لم يصيبه الإحباط وأسرع بطلب معاونة واحد من المارة، فتمكنوا من إزاحتها ثم رحل المار، وبقي الفلاح لينظف موضع الصخرة عقب إزاحتها، وخلال عمله وجد بموضع الصخرة صندوقا موضوعا بأسفلها به العديد من القطع الذهبية، مثلما وجد لوحا مكتوبا بماء الذهب موضوعا به مبينا أن الوعاء وما بداخله هو حق لمن يُزيل الصخرة عن موضعها، إذ أنه يحمل صفات الفرد الإيجابي الذي يحاول أن لمصلحة غيره.
القصة الثانية:
حكاية بائعة الحليب:
كان هناك بإحدى القرى الجميلة بنت فاتنة الحُسن يتيمة الوالدين، تربيها جدتها العجوز وتعمل على رعايتها، كانتا تمتلكان بقرتين حلوبتين، تقوم الفتاة يومياً بحلب الحليب بالصباح الباكر وتحمله فوق رأسها لتبيعه بمكان البيع والشراء، كانت الفتاة شاغرة من الخلل والنقائص سوى عيبا واحدا وما أعظمه من نقص وخلل؟!، كانت باستمرار تبني قصورا في الرياح، كانت كثيرة التطلع إلى الثراء الفاحش الأمر الذي جذب لهل عديد من الجهود، فذات يوم أبلغتها جدتها بأن اليوم ليس عليها الذهاب إلى مكان البيع والشراء إذ قامت الجدة ببيع الحليب بثلاثة أضعاف سعره إلى واحد من الأغنياء لاستخدامه في صنع حلويات حفل زفاف ابنته، وساعدت الجدة الفتاة في حمل صندوق الحليب ولكنه كان ثقيلا، وطلبت منها أن تأخذ حذرها الوافي خوفا من انسكاب الحليب منها وخسارة احتمالية فاز بعض الثروات، وأكثر شئ حذرتها منه جدتها هو ألا تبني قصورا في الرياح، ولكن كيف والفتاة مولعة بذلك الشئ، وبينما وهي سائرة على أقدامها بطريق يملؤها الحصى والشوك، كانت ترسم لها طريقا مليئا بالأحلام الزهرية، وبينما وهي تائهة في أحلامها الوردية تعثرت بإحدى الصخور الضئيلة فسقط من فوق رأسها حاوية الحليب، ويا له من حجر ضئيل الذي تسبب بسقوط الحليب، وسقوطها على الأرض لتذرف دموع الندم.